أتول فيوغارد.. رحيل كاتب كسر محرّمات الفصل العنصري في جنوب إفريقيا
أتول فيوغارد.. رحيل كاتب كسر محرّمات الفصل العنصري في جنوب إفريقيا
توفي اليوم الاثنين الكاتب المسرحي الجنوب إفريقي أتول فيوغارد عن عمر ناهز 92 عامًا، تاركًا إرثًا أدبيًا ومسرحيًا غنيًا شكّل صرخة ضد نظام الفصل العنصري.
ونعت بلدية كيب تاون الراحل، مشيدةً بإسهاماته الكبيرة في المسرح والمجتمع، حيث كتب أكثر من 30 مسرحية جسّدت معاناة الجنوب إفريقيين، وساهمت في كسر محرمات النظام العنصري من خلال إشراك ممثلين من مختلف الأعراق.
وبرز فيوغارد كأحد أبرز الأصوات المعارضة لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وتحدّى القيود القمعية من خلال تقديم عروض مسرحية بممثلين من البيض والسود أمام جمهور مختلط، وهو ما اعتُبر تحديًا جريئًا لقوانين التمييز آنذاك، وفق وكالة “فرانس برس”.
وكانت مسرحيته "ذي بلود نوت" (The Blood Knot)، التي قُدمت لأول مرة عام 1961، من أبرز أعماله، حيث تناولت قصة أخوين غير شقيقين، أحدهما أبيض والآخر أسود، يتقاسمان خشبة المسرح رغم القوانين العنصرية الصارمة.
إرث سينمائي وأدبي عالمي
لم تقتصر أعمال فيوغارد على المسرح، بل امتدت إلى السينما، حيث فاز فيلم "تسوتسي" (Tsotsi) المقتبس من إحدى قصصه القصيرة، بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 2006، وهو إنجاز تاريخي للسينما الجنوب إفريقية.
عُرف فيوغارد بعلاقته القوية مع الممثل المسرحي الأسود جون كاني، الذي شاركه العمل منذ شبابهما، متحدّيين معًا الفصل العنصري بعقد تدريباتهما المسرحية سرًا.. وكتب معه عدة أعمال بارزة، من بينها "ذي آيلند" (The Island) و"سيزوي بانزي إز ديد" (Sizwe Banzi is Dead)، التي شكّلت جزءًا من النضال المسرحي ضد التمييز.
بعد انتهاء نظام الفصل العنصري، واصل فيوغارد تسليط الضوء على آثاره في المجتمع الجنوب إفريقي من خلال أعماله المسرحية، مؤكدًا أن تجربته المسرحية لم تكن مجرد مقاومة سياسية، بل أيضًا تعبيرًا فنيًا عن إنسانية مقهورة سعت للعدالة.
جوائز وتكريمات
حظي فيوغارد بتقدير عالمي، حيث نال جائزة "توني" عام 2011 عن مجمل مسيرته الفنية، إلى جانب العديد من الجوائز التي تحتفي بإبداعه ودوره في إثراء المسرح العالمي.
برحيله، فقد العالم أحد أعمدة المسرح الحديث، لكن إرثه سيظل حاضرًا كمصدر إلهام للأجيال القادمة في جنوب إفريقيا وخارجها.